کد مطلب:336048 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:252

اشکال القوم علی روایة رد الروح الی جسده عند السلام علیه
وبسبب هذه الروایات والإشكالات المتقدمة فإننا نری بعض

العلماء تحیروا توجیه الروایة (أی روایة رد الروح إلی جسد النبی(ص)) وحاولوا أن یجدوا لها معنی وشرحا واضحا ومقنعا. فقد قال ابن حجر فی فتح الباری: " عن أوس بن أوس رفعه فی فضل یوم الجمعة فأكثروا علی من الصلاة فیه فإن صلاتكم معروضة علی قالوا یا رسول الله وكیف



[ صفحه 18]



تعرض صلاتنا علیك وقد أرمت قال أن الله حرم علی الأرض أن تأكل أجساد الأنبیاء ومما یشكل علی ما تقدم ما أخرجه أبوداود من وجه آخرعن أبی هریرة رفعه ما من أحد یسلم علی إلا رد الله علی روحی حتی أرد علیه السلام ورواته ثقات. ووجد الإشكال فیه أن ظاهره أن عود الروح إلی الجسد یقتضی انفصالها عنه وهو الموت وقد أجاب العلماء عن ذلك بأجوبة أحدها أن المراد بقوله رد الله علی روحی أن رد روحه كانت سابقة عقب دفنه لا أنها تعاد ثم تنزع ثم تعاد الثانی سلمنا لكن لیس هو نزع موت بل لا مشقة فیه الثالث أن المراد بالروح الملك الموكل بذلك الرابع المراد بالروح النطق فتجوز فیه من جهة خطابنا بما نفهمه الخامس أنه یستغرق فی أمور الملأ الأعلی فإذا سلم علیه رجع إلیه فهمه لیجیب من سلم علیه وقد استشكل ذلك من جهة أخری وهو أنه یستلزم استغراق الزمان كله فی ذلك لاتصال الصلاة والسلام علیه فی أقطار الأرض ممن لا یحصی كثرة وأجیب بأن أمور الآخرة لا تدرك بالعقل وأحوال البرزخ أشبه بأحوال الآخرة والله أعلم " [1] .

وفی شرح الزرقانی: " وذكر الغزالی ثم الرافعی حدیثا مرفوعا أنا أكرم علی ربی من أن یتركنی فی قبری بعد ثلاث ولا أصل له إلا إن أخذ من روایة



[ صفحه 19]



ابن أبی لیلی ولیس الأخذ بجید لأنها قابلة للتأویل قال البیهقی إن صح فالمراد أنهم لا یتركون یصلون إلا هذا القدر ثم یكونون مصلین بین یدی الله فقد ثبتت حیاة الأنبیاء لكن یشكل علیه حدیث أبی هریرة رفعه ما من أحد یسلم علی إلا رد الله علی روحی حتی أرد علیه السلام أخرجه أبوداود ورجاله ثقات ووجه إشكاله ظاهر لأن عود الروح فی الجسد یقتضی انفصالها عنه وهو الموت. وأجاب العلماء بأن المراد أن روحه كانت سابقة عقب دفنه لأنها تعاد ثم تنزع ثم تعاد، سلمنا لكن لیس بنزع موت بل لا مشقة فیه وبأن المراد بالروح الملك الموكل بذلك أو النطق فتجوز فیه من جهة خطابنا بما نفهمه وبأنه یستغرق فی أمور الملأ الأعلی فإذا سلم علیه رجع إلیه فهمه لیجیب من یسلم علیه وقد أشكل ذلك من جهة أخری هی استلزام استغراق الزمان كله فی ذلك لاتصال الصلاة والسلام علیه فی أقطار الأرض ممن لا یحصر كثرة، وأجیب بأن أمور الآخرة لا تدرك بالعقل وأحوال البرزخ أشبه بأحوال الآخرة انتهی ملخصا " [2] .

ولكن قد یقول قائل بان الروایات السابقة لا تتكلم عن كل الموتی و انما تتكلم عن النبی (ص) وعن الأنبیاء فهل من دلیل علی غیرهم حتی نقول بذلك؟



[ صفحه 20]



الجواب: أقول نعم فی ففی التراث الإسلام الكثیر من الروایات التی تتكلم عن السلام علی غیر الأنبیاء ورد السلام من الموتی علی المسلم وهی روایات كثیرة وصحیحة وقد مر علیكم فی بحث سماع المیت الكثیر منها والیكم الآن طائفة من هذه الروایات.


[1] فتح الباري، ج 6، ص 488.

[2] شرح الزرقاني، ج 4، ص 357 و358.